أحببت أخذ استشارة في حالة نفسية.. هي ليست لي بل لأختي التي تبلغ من العمر 17 عاما.
منذ الصغر وأختي تعاني من مشكلة عدم الاهتمام فقليل مايهتم أهلي بها ربما لأنها أصغرإخوتي.. وأرى أن هذا انعكس على شخصيتها..
فهي تملك شخصية هادئة منذ الصغر إلا أنها الآن أصبحت ضعيفة وأحيانا تبكي من هذا الضعف إذ أنها تعاني في المدرسة..
كما أنا هناك أعراض أخرى تأكد لي أنها تعاني من حالة نفسية كعدم قدرتها عن التعبير عما في داخلها جيدا
لدرجة أنها أحيانا وهي تحكي حادثة حصلت لها في المدرسة تقف قائلة (مدري كيف أقولها، مدري وشلون أنقل اللي شفته، ماعرف وشلون أعبر).
وأيضا هي لا تجيد الكلام كمن في عمرها ولا تستطيع المذاكرة جيدا رغم أنها مجتهدة، والنتائج المتدنية تشعرها بعجزها..
أشعر أن السبب الرئيسي في حالتها النفسية هم نحن (أهلها).. فعندما كانت صغيرة بعمر 6 أو 7 سنين تقريبا كانت تجيد الكلام أكثر من ابنة أختي...
ولأن الثانية كانت يستلطفها الجميع لتقليبها الكلمات فأصبحت أختي تفعل الشيء ذاته، ومنذ ذلك الحين لم يستقم نطقها...فأرجو منكم المساعدة بعد الله بنصيحة أو استشارة تفيدها..
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على أفضل خلق الله ورسله وأنبياؤه.
تحياتي لكل من يثق في هذا الموقع الرائع والعاملين فيه وسعادتي تزيد بأن أجد من يثقون فينا فلكم مني تحية.وبعد:
الأخت العزيزة بالنسبة لمشكلة أختك فلا أدري هل وصفك هذا يكفي لأن يكون مشكلة لم تقولي عن تعليمها هل هي جامعية ام لا المهم أنني استنتجت أنها تعاني من مشكلة الخجل الذي كثيرا ما ينتاب بعض الإناث ومشكلة الخجل هذه من المشكلات التي يسهل التغلب عليها إذا تم السيطرة عليها في بدايتها.
أما إذا تركت فأنها قد تتفاقم لتزداد المشكلات الناتجة عنها مثل الوحدة النفسية والقلق والضيق والاكتئاب.
الخجل الشديد كمفهوم، من الصعب جدا تحديده، ولكن وحسب رأي خبراء الصحة يمكن وصفه بنوع من أنواع القلق الاجتماعي الذي يؤدي إلى حدوث مشاعر متنوعة تتراوح بين القلق والتوتر البسيط إلى مشاعر رعب وهلع واضحة تصنف في علم النفس تحت إطار أمراض القلق والتوتر.
خصوصا وأن النهاية الطبيعية للخجل الشديد هي الشعور بالوحدة والانعزال عن المجتمع، وكلاهما من أهم أسباب وربما نتائج مرض الاكتئاب، وهذا معناه بأن المصاب بالخجل الشديد سوف تتطور صحته النفسية للأسوأ.
ومن أعراض هذا المرض أنه غير طبيعي شأنه شأن أي ضغط نفسي آخر يؤدي إلى ظهور مجموعة أعراض تندرج تحت ثلاثة تقسيمات هي:
1- أعراض سلوكية وتشمل:
- قلة التحدث والكلام بحضور الغرباء.
- النظر دائما لأي شيء عدا من يتحدث معه.
- تجنب لقاء الغرباء أو الأفراد غير المعروفين له.
- مشاعر ضيق عند الاضطرار للبدء بالحديث أولا.
- عدم القدرة على الحديث والتكلم في المناسبات الاجتماعية والشعور بالإحراج الشديد إذا تم تكليفه بذلك.
- التردد الشديد في التطوع لأداء مهام فردية أو اجتماعية (أي مع الآخرين).
2- أعراض جسدية تشمل:
- زيادة النبض.
- مشاكل وآلام في المعدة.
- رطوبة وعرق زائد في اليدين والكفين.
- دقات قلب قوية.
- جفاف في الفم والحلق.
- الارتجاف والارتعاش اللاإرادي.
3- أعراض انفعالية داخلية (مشاعر نفسية داخلية) وتشمل:
- الشعور والتركيز على النفس.
- الشعور بالإحراج.
- الشعور بعدم الأمان.
- محاولة البقاء بعيدا عن الأضواء.
- الشعور بالنقص.
أما بالنسبة لعلاج هذا الاضطراب فيشير علماء النفس والصحة النفسية بأن المخالطة الكثيرة مع الرفاق والأهل من أهم وسائل التغلب عليه، والمشاركة في اتخاذ القرارات الفردية والجماعية كالدراسة والزواج (فردية) والأكل ولتنزه (جماعية).
وقد أجمعت الاتجهاهات العلاجية على أن هذا الاضطراب إذا تغلغل وزاد عن حدة فيصلح معه الفنيات العلاجية المختلفة كل حسب المدرسة التي تتبعها، وهذا عندما نخاف على الشخص من حدوث اكتئاب او عزلة اجتماعية او وساوس مرضية.
وفقك الله وتحياتي.
الكاتب: د. أيمن رمضان زهران
المصدر: موقع المستشار